نكسب أم نخسر بشار الأسد؟

زوال النذل صدام حسين سيخلق أوضاع و تحديات جديدة لسوريا بالمستقبل العاجل و المستقبل القريب. هل سيتمكن الرئيس بشار من تخطي هذه التحديات و من ثم نكسبه أم سيفشل و نفقده؟ شخصيا بودي لو أن نكسب بشار. ولكن هذا يعتمد على بشار نفسه.
شخصيا أستبشر خيرا كلما رأيت الملك عبدالله، ملك الاردن، و الدكتور بشار الأسد. قيادة شابه ممكن أن تنهض ببلادها. كلاهما عمل بالمجتمع المتطور و يعرفانه جيدا. فالملك عبدالله عمل بالقوات الخاصة بالجيش البريطاني، و أيضا مثل في مسلسل ستار تراك. و الدكتور بشار مارس الطب في بريطانيا. يذكراني بالملك الروسي بيتر العظيم. الذي ذهب أثناء شبابه للعمل في أحواض السفن في هولندا ليتعرف على النهضة الصناعية. و من ثم رجع الى روسيا و بدأ النهضة الصناعية هناك. بودي أن أرى بشار يصبح مثل بيتر العظيم لسوريا. ولكن عليه تخطي العقبات.
هناك تحد بالمستقبل العاجل. فالمعلومات الاستخبارية تدل على أن النذل صدام قد أخفى صواريخه في سوريا. سوريا نفت هذا الخبر. ولكن النظم الاستبدادية لا يؤخذ بمصداقيتها. و هذه الصواريخ الآن تحت المراقبة. و أأمل أن لا يستعملها النذل لضرب إسرائيل. فالمجنون شارون يتمنى ذلك. و سيرسل طائراته لتدك الجيش السوري. هناك من يتمنى أن يهتز كرسي بشار ليأخذ بثأرة. فدماء حماة لم تجف. و أفضل شيء ممكن أن يعمله بشار هو أن يستدعي هانز بلكس و يسلمه هذه الصواريخ. ليخرج من هذا المأزق. ولكن هناك أيضا تحديات بالمستقبل القريب.
هل ستبقى سوريا ملاذا لكل مجرم يدعي الثورية؟ الأوضاع الجديدة لا تسمح بذلك. حبذا لو رجع بشار إلى واقعة أوجلان عندما رفض والده الراحل تسليمه الى تركيا. قال الجنرال التركي” أفطر على الحدود و أتغدى بدمشق”. عندئذ طلب الرئيس حافظ الأسد من اوجلان ترك سوريا. الآن هناك الكثير من أمثال أوجلان في سوريا و على سبيل المثال الجناح العسكري لحزب الله. هل يريد بشار، شارون يفطر على الحدود و يتغدى بدمشق ؟
و ماذا عن لبنان؟ لبنان بلد ذو نظام تفاهمي متطور و بنفس الوقت الأحقاد مغروسة به. لا يحتاج سوريا للتدخل في أمورهم الخاصة و بنفس الوقت بحاجة لها لحفظ النظام العام. إن بقت سوريا تتدخل بالصغيرة و الكبيرة و ترسل مخابراتها لقتل من تريد، سيثور اللبنانيون و سيحطمون الأسطورة السورية. مثال على ذلك القوات الشمالية في أفغانستان. فبمساعدة قوات متطورة دحرت هذه القوات الضعيفة طالبان التي كانت تسيطر على تسعين بالمائة من أفغانستان. و جارتي سوريا إسرائيل و تركيا تملكان الأباتشي. و كلاهما يريد السيطرة على سوريا.
العولمة و حرية التجارة قادمة لا محال. فماذا سيفعل بشار أمام هذا التحدي؟ هل سيبقى الاقتصاد السوري غنيمة للحظوة أم سينفتح و يطلق العنان للإبداعات الدمشقية؟ حتى الآن الاقتصاد السوري مملوك للأقارب و المحاربين القدامى. إن لم يفتح بشار الاقتصاد السوري فسيثور عليه العالم و الدمشقيون. و من جهة أخرى فتح نظام أهلكه القطاع العام أمر صعب. كذلك من الصعب على بشار قطع رزق الأقربون. ولكن هناك تجربة الصين الشعبية، التي نهجت سياسة عدم موت الذئب و لا فناء الغنم.
لو تركت الأمور للدكتور بشار لعرف طريقه. ولكن هناك الأقربون الأولي بالمعروف. و هناك الحرس القديم من لم يقدر على هضم السمك و فاروق الشرع الذي تدرج عندما كانت الأنظمة الاستبدادية مسموح لها. هؤلاء لا شك سيؤثرون على فكر بشار و قد يؤدون به إلى الهاوية.
ولكن هناك من كان صديق صادق للمرحوم حافظ الأسد. أخرجه من الورط. الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن سعود. و على بشار أن يتصل حالا بالأمير عبدالله ليستقي النصيحة من شخص حكيم ومخلص. ولكن يبقى الخيار لبشار، و يبقى لنا التساؤل هل نفقد بشار أم نكسبه؟

بقلم : علي جابر العلي
الكويت 4/4/2003

هذا المنشور نشر في مـــقـــالات الكــاتــب. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق