بعد ان استعاد ابناء الاسرة السيطرة على السلطة التنفيذية أخذت سمة العمل السياسي تتحول الى التسيب و الاشباع الاني. دون الاهتمام الى الدور التاريخي لعائلة الصباح. طبعا كانت هناك المبادرات الجيدة ولكنها قليلة. التحالفات السياسية اضرت بالنسيج الكويتي. الاشباع الآني اضر بأسرة الصباح نفسها. ضررا قد يكون مميتا.
كانت هناك بعض الانتاجات الجيدة مثل إحتياطي الاجيال القادمة و اصدار القانون المدني الكويتي و إعطاء المرأة حق الانتخاب و الترشيح للمجلس التشريعي. امورا لا تزال الكويت تتميز بها على دول الخليج الاخرى. ولكن كانت هناك اخطاء كثيرة.
من اجل دحض الفكر القومي العربي و الناصري ارتمت السلطة التنفيذية بأحضان اخوان المسلمين. لا مانع من تكون هناك نصرة لتيار سياسيا معين. ولكن يجب ان لا تكون على حساب النسيج الكويتي. و من اجل تعزيز ارباح مؤسسات التيار السياسي الاسلامي غير قانون العقاب. اصبحت عقوبة اصدار شيكا بدون رصيد السجن. و القي الكثير بالسجون.
مداهنة و التحالف مع بعض من آل زايد ضرورية. الحفاظ على لبنة اسرة الصباح ايضا موضوعا مهم. ولكن يجب ان تتم هذه السياسات من خلال الاطار العام و الحفاظ على المال العام. فليس من المقبول ان يفلس بنك الخليج و لا يكون هناك تحقيق مع المسؤولين عن ادارة البنك و احالتهم للنيابة. البنك التجاري قدم قروض بها الكثير من المخاطرة. و نتيجتها كانت خسارة كبيرة للبنك. حيث لم يقدم البنك ارباحا لمدة ثلاث سنوات. مثل هذه الحادثة يجب ان يحقق بها البنك المركزي بغض النظر من هو المساهم الاكبر لهذا البنك. امر جيد ان يكون هناك حظوة لأبناء الاسرة عند متخذي القرار. ولكن يجب ان تكون هذه الحظوة لخدمة الصالح العام لا التعدي عليه.
بعد استعادة السيطرة على السلطة التنفيذية اصاب التراخي القيادات الصباحية. فأصبح إرضاء الهوى و الاشباع الاني اساس القرار. فقد الاجتهاد دورة. بل قد تشعر و كأن هناك سياسة لقتل الاجتهاد. وعلى سبيل المثال بعض ابناء الصباح من حصل على الزمالة الطبية في كندا. بعد سنين عديدة من الغربة و العمل الشاق. هناك الدكاترة باسل الصباح و خالد محمد السلمان و سلمان خليفة عبدالله الجابر، جميعهم حصلوا على البورد الكندي. هل كرم احدا منهم؟ للاسف لا. هناك في مجلس الوزراء الشيخ تركي جابر دعيج الابراهيم من الطلبة المشهود لهم بالاداء الجيدة اثناء دراستهم بجامعة الكويت. رقي زملائه من اسرة الصباح الذين ليس لهم شهادات جامعية الى درجة وكلاء مساعدين. و كأن الرسالة عقاب من تميز و مكافأة من أهمل. قتل الإجتهاد و الابداع لأبناء اسرة الصباح سيخلق لنا جيل همهم إرضاء المسؤولين بمسح الجوخ و ليس ابهار المسؤولين بالابداع.
عندما استعاد الشيوخ جابر الاحمد و جابر العلي و سعد العبدالله و صباح الاحمد السيطرة على السلطة التنفيذية. كانوا يقرأون الكتب. فعلى سبيل المثال عندما كنت اعمل عند الشيخ جابر الاحمد لم نكن نتوانا عن اعطاءه التقرير ذو الاربعين صفحة. يقرأه و يرجع اليوم الثاني لمناقشته مع من كتبه. كانوا يقرأون القران و يفهموه. كانت مخارج الكلمات العربية لديهم صحيحة. كانوا يقرأون الكتب و على سبيل المثال كان الوالد يحاورنا في كتاب طاه حسين في الادب الجاهلي. كان الوالد يردد شعر المتنبي.
و الان لو رجعنا الى القيادات الحالية و سألتهم. ما اسم الكتاب الذي قرأتموه مؤخرا؟ لا يوجد. متى قرأتم القران؟ لا اظن . هل سيقبل اهل الكويت بقيادة هذه القيادات؟ ليس على مدى العشر سنوات القادمة. شباب أسرة الصباح اليوم لا يرقون لشباب الماضي.
السلام عليكم يا شيخ
كلما انا فكرت بما طرحته مؤخرا يا شيخ كلما تبين لي أهمية الموضوع لتطوير هذا البلد ومستقبله، وخاصة انه طرح من احد ابناء الأسرة من سلالة مبارك الصباح، حيث إن مستقبل الكويت مرتبط بتعليم وتأهيل ابناء الأسرة، لذا اعتقد من الأهمية ان تكون هناك ضوابط دنيا يجب ان تتوفر في أي من أبناء الأسرة قبل اختياره لمنصب معين. ولا أكون مغالي اذا قلت بان من واجب اعضاء مجلس الأمة تبني الموضوع لمناقشته في المجلس لوضع الضوابط الرئيسة للطموحيين من ابناء الاسرة في استلام المراكز القيادية، فعلى سبيل المثال يجب ان يكون القيادي خريج احد الجامعات المرموقة، وسبق ان عمل في الوزارات وتدرج في الوظيفة.
اشكرك يا شيخ لأختيارك هذا الموضوع الحيوي للمناقشة، ودمتم ذخرا