كنت أشعر باللوعة و انا اقراء زقزقة البعض عن القضاء. بها جهل و بها جشع و بها إساءة لرجال الكويت و هدم لمؤسساتها. حرام. الكويت لا تستحق ذلك. على جميع أطياف العمل السياسي الفزعة للمستشار فيصل المرشد و المؤسسة القضائية. على الجميع ان يصححوا اخطاء المزقزقون (مغرردون) لا تشجيعها.
عرفت و تابعت فيصل المرشد منذ ما يقارب الثلاثون عاما. كان قاضيا شابا مجتهدا. كسبت أحكامه تقدير و احترام زملاءه للجهد و الاستنباط الذي كان يبذله. و ترقى ليصبح مستشارا و تبوء المناصب القيادية في المؤسسة القضائية. و كلما زاد بروزا، زاد الانتقاد له. بسبب الحسد أو اختلاف وجهة النظر. و هذا من طبيعة البشر. ولكن لم أسمع يوما حتى من أشد منتقديه شكا بذمته المالية. لم أرى يوما من الايام مظاهر الثراء الفاحش عليه.
المؤسسة القضائية في النهاية ما هي الا مجموعة من البشر. و البشر يخطئون و يصيبون. و نفس الشيء ينطبق على المستشار فيصل المرشد. فما هو الا بشر. يخطئ و يصيب. يعمل و يتعب. و انا شخصيا عانيت بعض الشيء من جراء تقاعس المستشار فيصل المرشد. و غيري قد يكون عانا أكثر. لنا الحق ان نختلف معهم بالرأي. ولكن ليس لنا الحق ان نشكك بدون دليل بذمتهم المالية اطلاقا.
مشكلة المزقزقون انهم جهلاء. فأحيانا يتحدثون عن المستشار السيف. قاصدين المحامي عماد السيف. لم يكن المحامي عماد السيف يوم من الايام مستشارا و لم يدعي ذلك. و ما هذا الا مثال على جهل المزقزقين. يا جهلاء عماد السيف محامي و يحق له ان يأخذ ما يعطيه موكليه من المال.
مشكلة المزقزقون الجشع و الرغبة بالثراء السريع. فتراهم يثيرون الكثير من الامور الحساسة لزيادة المتابعين لهم. فكلما زاد عدد المتابعين زادت قيمتهم التجارية. و من بضعة اسابيع ارسل لي شخص عزيز ملفا يحتوي على أسماء المزقزقون و اسعار الدعاية بمواقعهم او مدحهم لسلعة معينة. بعضهم شريف و يبين بأن ما يكتبه اعلان تجاري و البعض الاخر يغش متابعيه.
حب جمع المال امر مقبول و قد يكون محمود. ولكنه لا يعطينا الحق ان نخالف القانون. فيصل المرشد و زملائه و المؤسسة القضائية ليسوا ألعوبة من أجل إطفاء جشعكم. يجب ان لا تتعدوا القانون. و ان تعديتموه فلكم العقاب.
مشكلة المزقزقون انهم العوبة بأيدي من يستغلهم سياسيا. فعندما يتعدون القانون بإنتقادهم للحكومة و يعاقبون. نرى المعارضة لا تقف مع القانون و تأخذ موقفا سياسيا و تصفهم بسجناء رأي. و هذا خطاء. على المعارضة ان تنصحهم الى الاستعمال الصحيح لوسائل التواصل الاجتماعي.
مشكلة المزقزقون بالكويت و العالم اجمع، انهم عندما يكونوا بالغرف المغلقة يضنون انهم غير مراقبين و غير محاسبين. فتراهم يقومون بأعمال غير قانونية تعكس اخلاقهم او غيظيهم في تلك اللحظة غير منتبهين بأن هناك من يراقبهم. و على سبيل المثال عضو مجلس النواب الامريكي انتوني واينر الذي استقال لأنه استعمل تويتر لرسائل جنسية.
مشكلتنا مع المزقزقين اننا نتعامل معهم بكل تساهل. فعلى سبيل المثال المزقزقة سارة الدريس تعدت على الذات الاميرية. و عفى عنها الامير. و بدلا من ان تتعظ رجعت تكتب التغريدات إلا مسؤولة. علينا ان نكون اكثر حزما معهم بالمستقبل.
و الاهم هو ان تكون هناك فزعة وطنية لعدم التجريح بالقضاء و رجاله. حملة يشارك بها جميع السياسيون. رئيس الحكومة سمو الشيخ جابر المبارك و الشيخ ناصر المحمد الصباح و رئيس مجلس الامة الحالي و رؤساء المجالس السابقين و الاعضاء الحاليين و الاعضاء السابقين. لنعرف من يحب الكويت و من لا يكترث لها.