سمو الشيخ جابر المبارك و تجربة كهف اللصوص لمظفر شريف

  أثار شجون الدراسة الجامعية سمو الشيخ جابر عندما طلب من المشاركين بمؤتمر الوطني للشباب إيجاد الحلول لمعالجة امراض الطائفية و القبلية. ذكرني بتجربة اجراها مظفر شريف، احد مؤسسي علم النفس الاجتماعي. تجربة تدرس اسباب الكراهية و الألفة بين المجاميع. بهذه المقالة سأشرح هذه التجربة و تطابقها مع وضعنا بالكويت و اقترح بعض الحلول. و هناك استاذ معتق بجامعة الكويت على دراية جيدة بهذه التجربة.

   في اواسط 1950 اجرى مظفر شريفة و زوجته كارولين تجربة على شباب اعمارهم حوالي ال 12 عاما في معسكر صيفي في ولاية اوكلاهوما اسمه كهف اللصوص. هدف التجربة كان دراسة نشوء و ازالت  الخلافات بين المجموعات.  و كانت هذه التجربة من ثلاث مراحل.

  المرحلة الاولى كانت للتأكد بأن المشاركين ليس بينهم عداوة سابقة. ذكرتني هذه المرحلة بفريجنا بالديرة. مرة كانو يسمونه فريج الشيوخ و تارة فريج الجناعات و فريج العجم. كنا نعيش به محبين لبعضنا البعض.

  المرحلة الثانية من التجربة. مرحلة نشوء الخلافات. قسم مظفر شريف الشباب الى مجموعتين، مجموعة الاجراس و مجموعة النسور. و اخذ يزرع التنافس الشرس بين المجموعتين من خلال اجراء مسابقات احادية الفوز. و يحض الفائزين على جرح شعور الفريق الخاسر. و من جراء ذلك دبت الكراهية و الحقد و الانطباعات السلبية بين المجموعتين. لدرجة ان بعض من المجموعتين كاد ان يحاول الاعتداء البدني على اعضاء المجموعة الاخرى. مما ادى مظفر الى انهاء هذه المرحلة قبل الوقت المحدد لها.

  تذكرني المرحلة الثانية بالكويت بعد ان بداءة عملية الانتخابات النيابية. و الوضع الذي نعيش به حاليا. للأسف الجهل و العجز الفكري لسياسيينا ادى الى استمراء  زرع القبلية و الطائفية. فالقيادات الطائفية تستغل الخلافات الدينية للتكسب السياسي. و نفس الشيء نجده بين من يسمون من خارج و داخل السور. طبعا متناسين المصلحة العامة. شغلنا الشاغل هو الخلافات القبلية و الطائفية ناسيين امور مهمة مثل التحقيق بقضية الداو و الشفافية بشراء الاسطول الجديد لشركة الخطوط الجوية الكويتية و تطبيق الجزء التجاري من الاتفاقية الامنية البريطانية.

  المرحلة الثالثة من التجربة كانت اعادة التوافق بين الشباب. و بهذه المرحلة اخذ مظفر يخلق التحديات التي لا تقدر ايا من المجموعتين ايجاد حلا لها. و لابد من تعاون المجموعتان لحلها. احد التحديات كانت ان قطع الماء عن المعسكر. و طلب منهم  فحص انبوب الماء الذي كان طوله 1.6 كيلومتر. و التحدي الثاني اصلاح الباص الذي كان سيقلهم الى السينما. التحديات الجماعية ادت الى دب التوافق بين المجموعتين.

  تذكرني المرحلة الثالثة بالكويت عندما احتلها صدام حسين. نسينا الطائفية عندما  فدى احمد قبازرد عبدالله الايوب بنفسه. و نسينا القبلية عندما عمل عبدالوهاب المزين مع محمد البدر و يوسف المشاري. كان الكويتيون اخوة لا يفرقهم شيء. اما الان فلقد دبت الفرقى بيننا. فما العمل؟

  شخصيا اقترح التالي:

1. تغيير قانون الانتخابات بحيث يكون قانونا يجمع و لا يفرق كما هو حاليا.

2. اعادة برنامج المسابقات مع الطلبة. ولكن هذه المرة ليشمل المدارس الخاصة. و تكون مسابقات البرنامج من موضوعين رئيسين علمي و ادبي.

3. مكافئة العاملين بالمدارس الفائزة و مكافئات مجلس اولياء امور هذه المدارس.

  طبعا هذه الاقتراحات ما هي الا اقتراحات اولية. و الافضل ان تشكل لجان متخصصة بعلم النفس الاجتماعي من لدراسة نشوء الطائفية و القبلية و كيفية علاجها. و كم فرحت عندما علمت ان احد اساتذة جامعة الكويت القدامى، لم يهزمه الشيب، لا يزال فكره متوثب  ملما بهذه الدراسة بشكل جيد. من يريد ان يحارب الطائفية و القبلية عليه ان يبدأ مع الدكتور قاسم الصراف.

وصلات ذات علاقةبالموضوع:

التصنيف والجماعات (علم الإجتماع)ـ


http://www.ppu.org.uk/learn/peaceed/pe_robbers_cave.html
http://explorable.com/robbers-cave-experiment
http://www.spring.org.uk/2007/09/war-peace-and-role-of-power-in-sherifs.php
http://www.alqabas.com.kw/node/746556

هذا المنشور نشر في مـــقـــالات الكــاتــب. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق